وجع راس المعدة أو ألم رأس المعدة هو من المشاكل الشائعة التي يُعاني فيها المُصاب من ألم أو عدم ارتياح في منطقة أسفل أضلاع الصدر أو أعلى البطن. [1]
تحدث هذه الحالة نتيجًة لعدة أسباب، وغالبًا لا تكون هذه الأسباب خطيرة أو مدعاة للقلق، فقد تكون بسيطة وناجمة عن أسباب تتعلق بنوعية الطعام والعادات الغذائية.[1]
وفي هذا المقال سيحدثنا الدكتور محمد الكسواني أخصائي الجراحة العامة أكثر عن وجع رأس المعدة.
أسباب وجع راس المعدة
أهم الأسباب الشائعة لـ وجع راس المعدة ما يلي:[2]
عسر الهضم
يشعر العديد من الأشخاص بـ وجع راس المعدة بعد تناولهم وجبة دسمة، وقد يُرافقه الشعور بالحرقة.
عادة ما ترتبط هذه الأعراض بارتداد حمض المعدة أثناء عملية الهضم، وقد يكون مصحوبًا بمرض الجزر المعدي المريئي (GERD) وحرقة المعدة.
شد عضلات البطن
هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى شد عضلات البطن مثل:
- رفع الأشياء الثقيلة.
- ممارسة الرياضة المجهدة.
- السعال.
وفي حال تأثرت العضلات العلوية من البطن فقد يُسبب ذلك ألم في تلك المنطقة.
القرحة الهضمية
يمكن أن يسبب التآكل الناتج عن حمض المعدة أو العدوى البكتيرية الشائعة تقرحات في المعدة والاثني عشر، وهذا بدوره يؤدي إلى ألمًا حارقًا في راس المعدة.
الفتق
يحدث الفتق عندما يندفع أحد أجزاء الأعضاء الداخلية أو الأنسجة من منطقة ضعيفة في جدار العضلات، وذلك قد يُسبب وجع راس المعدة.
حصوات المرارة
في حال علقت حصوة المرارة في القناة الصفراوية، فيُمكن أن تسبب التهاب في المرارة والبنكرياس، وهذا بدوره يؤدي إلى ألم شديد في البطن يبدأ في المنطقة العلوية اليُمنى من البطن غالبًا بعد تناول الطعام، وقد يمتد إلى أعلى المعدة.
الحمل
يعد وجع راس المعدة أثناء الحمل أمرًا شائعًا خاصًة مع نمو الجنين، حيثُ يبدأ في الضغط على أعضاء البطن العلوية.
ومن الشائع أيضًا أن تعاني الأم من آلام نتيجة تمدد العضلات والأربطة والأنسجة.
أثر جانبي لبعض الأدوية
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen) والأسبرين (Aspirin)، يُمكن أن تؤدي إلى تهيّج المعدة.
اقرأ أيضًا: بكلة أو مشبك المعدة
أسباب أخرى لـ وجع راس المعدة
هناك بعض الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى وجع راس المعدة، ومنها:[2]
- العدوى، مثل بكتيريا الملوية البوابية التي تؤثر على المعدة.
- عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية اللاكتوز.
- التهاب الكبد.
- الانسدادات المعوية، مثل الانسداد في القولون أو في الأمعاء الدقيقة.
- تضخم الطحال.
- أمراض المسالك البولية والكلى.
- التهاب الصفاق.
- أمراض القلب والرئة.
تشخيص وجع راس المعدة
لتشخيص وجع راس المعدة يقوم الطبيب بالسؤال عن الأعراض، ومتى بدأ الألم، وعدد مرات حدوثه، ومدى شدته، كما سيتحقق من النظام الغذائي ونمط الحياة وأي حالات طبية أخرى.[3]
كما سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للتحقق من الألم أو الكُتل، وقد يستخدم السماعة الطبية لسماعة أصوات الأمعاء.[3]
اعتمادًا على الأعراض والفحص، قد يوصي الطبيب باختبارات إضافية مثل:[3]
- التنظير العلوي (EGD): يتضمن هذا الإجراء إدخال أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا في نهايته يُسمى المنظار عبر الفم لفحص الجهاز الهضمي.
- الخزعة: وينطوي على أخذ عينة صغيرة من أنسجة بطانة المعدة.
- اختبارات الدم: للتحقق من التهاب البنكرياس.
- الموجات فوق الصوتية: يتيح للطبيب التأكد من وجود حصوات في المرارة.
- الأشعة المقطعية: للبحث عن مشاكل في أعضاء البطن.
- فحوصات القلب: وذلك للتأكد من أنّ سبب وجع راس المعدة ليس من أحد أمراض
القلب.
اقرأ أيضًا: التنظير العلوي لكسل المعدة
متى يجب مراجعة الطبيب؟
ينبغي مراجعة الطبيب في حال المُعاناة من الأعراض التالية:[4]
- تفاقم آلام المعدة أو انتقالها إلى الجزء السفلي الأيمن من البطن.
- ظهور ألم في الصدر، أو إذا تفاقم أو امتد إلى الصدر، أو الظهر، أو الرقبة، أو الكتف، أو الذراع.
- القيء المتكرر.
- دم في البراز أو القيء.
- الشعور بالضعف أو الدوار أو الإغماء.
- صعوبة التنفس.
- حمى تصل إلى 38 درجة مئوية أو أعلى.
- انتفاخ البطن.
- تفاقم الأعراض أو ظهور أعراض جديدة.
علاج وجع راس المعدة
يعتمد علاج وجع راس المعدة على المسبب الرئيسي لحدوثه، وهو كما يلي: [4] [5]
تعديل على النظام الغذائي
إذا كان السبب في وجع راس المعدة الإفراط في تناول الطعام، أو تناول أطعمة غير مناسبة، يكون العلاج بما يلي:
- تقسيم الوجبات الكبيرة إلى وجبات أصغر.
- تناول الطعام ببطء ومضغ الطعام جيداً قبل بلعه.
- الحد من الأطعمة والمشروبات الغنية بالكافيين مثل القهوة أو الشاي أو الشوكولاتة وغيره.
- تقليل تناول الأطعمة الدسمة أو الأطعمة المسببة للغازات.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات الخالية من الدهون.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض مثل الطماطم والحمضيات والعصائر (مثل البرتقال والجريب فروت والليمون).
- تجنب تناول الطعام في وقت قريب من موعد النوم.
حموضة المعدة
يصف الطبيب في هذه الحالة أدوية تُساعد على تقليل حموضة المعدة، مثل:
- مضادات الحموضة.
- حاصرات مستقبلات الهيستامين H2، ومنها الفاموتيدين (Famotidine).
- مثبطات مضخة البروتون، ومن الأمثلة على ذلك أوميبرازول (Omeprazole)، لانسوبرازول (Lansoprazole)، بانتوبرازول (Pantoprazole).
تعديل الدواء المُسبب لـ وجع راس المعدة
إذا كان سبب وجع راس المعدة هو استخدام بعض أنواع الأدوية، سيوصي الطبيب غالبًا بتغيير الدواء ليتناسب مع حالة المريض ولا يسبب ألم في رأس المعدة.
العلاج الجراحي
إذا لم تنجح الأدوية أو تغيير النظام الغذائي في تخفيف أعراض ارتجاع المعدي المريئي فقد يكون هناك حاجة لإجراء جراحة المنظار لتقوية العضلة العاصرة المكونة للصمام.
خلال هذا الإجراء يقوم الطبيب بلف جزء من المعدة حول الجزء السفلي من المريء، لإنشاء صمام يمنع الحمض من التدفق مرة أخرى إلى المريء.
لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور محمد الكسواني
المصادر:
- Jewell, T. (2023, July 13). What’s Causing My Epigastric Pain and How Can I Find Relief? Healthline. https://www.healthline.com/health/epigastric-pain
- Professional, C. C. M. (n.d.). Upper Abdominal Pain. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/symptoms/24736-upper-abdominal-pain#possible-causes
- Common Causes Behind Epigastric Pain | Banner Health. (n.d.). https://www.bannerhealth.com/healthcareblog/better-me/common-causes-behind-epigastric-pain#:~:text
- Epigastric Pain (Uncertain Cause). (n.d.). Default. https://www.mountnittany.org/wellness-article/epigastric-pain-uncertain-cause
- Johnson, J. (2023, October 11). Ten causes of epigastric pain. https://www.medicalnewstoday.com/articles/320317#diagnosis