يعتبر الكبد عضو أساسي في الجهاز الهضمي ويؤدي دورًا مهمًا في العديد من وظائف الجسم، وهو المسؤول الرئيسي عن تنقية الدم، والقضاء على السموم، وله دور أيضًا في هضم الدهون، ولكن في بعض الأحيان قد تتراكم دهون زائدة في الكبد حيثُ تعرف هذه الحالة الشائعة بالكبد الدهني، ويوضح الدكتور محمد الكسواني أخصائي الجراحة العامة أنّه تتوفر العديد من طرق علاج دهون الكبد سيذكرها لنا في هذا المقال.
طرق علاج دهون الكبد
إذا تم تشخيص إصابتك بدهون الكبد، فمن المهم الحفاظ على صحة الكبد قدر الإمكان وتجنب أي شيء يمكن أن يتلف الكبد، وتنقسم طرق علاج دهون الكبد إلى الآتي:
تغيير نمط الحياة
في كثير من الأحيان يُمكن عكس مرض دهون الكبد والسيطرة على الأعراض من خلال تغيير نمط الحياة، وذلك من خلال:
إنقاص الوزن
إنَّ فقدان الوزن كافيًا لما يلي:
- تحسين اختبارات الكبد غير الطبيعية.
- تقليل الدهون في الكبد.
- تقليل كمية الالتهاب وإصابة خلايا الكبد.
- إصلاح بعض أضرار التليف خاصًة عند فقدان ما بين 7% و10% من وزن الجسم.
وينوه الدكتور محمد الكسواني على أنّه يجب اتباع أسلوب فقدان الوزن التدريجي أي ما يعادل 5. كيلو إلى 1 كيلو أسبوعيًا، لأن فقدان الوزن السريع قد يؤدي إلى تفاقم الالتهاب والتليف.
الرياضة
تؤدي التمارين الرياضية إلى انخفاض الدهون في الكبد، وتقلل أيضًا من الالتهاب، لذا ينصح الدكتور محمد الكسواني ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا معظم أيام الأسبوع.
وينبغي البدء بالرياضة تدريجيًّا للأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام عند اتباعها كواحدة من طرق علاج دهون الكبد.
تناول الطعام الصحي
تشير بعض الدراسات إلى أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي قد يقلل أيضًا من الدهون في الكبد، ويركز هذا النظام على:
- الفواكه والخضروات.
- الحبوب الكاملة والبقوليات.
- المكسرات.
- الأسماك والدواجن الخالية من الدهون.
- زيت الزيتون.
- الابتعاد عن تناول اللحوم الحمراء والدهون الضارة.
شرب القهوة
أظهرت بعض الدراسات أن المرضى الذين يشربون القهوة (حوالي كوبين كل يوم) أقل عرضة لتليف الكبد خاصًة في الأشخاص الذين يُعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار عدم الإفراط من شرب القهوة.
السيطرة على أعراض الأمراض المزمنة
يوجد بعض المشاكل الصحية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول التي قد تؤثر على صحة الكبد لذا يُنصح باتباع تعليمات الطبيب بما يخص العلاج الدوائي الخاص بهذه الأمراض للسيطرة على أعراضها وتخفيف تأثيرها على الكبد.
العلاج الدوائي
لا توجد أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لـ علاج دهون الكبد، ولكن هناك بعض الأدوية التي من الممكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، ولكنها ما زالت قيد الدراسات ويجب استشارة الطبيب قبل أخذ أيًّا منها، وهي:
- فيتامين E (مضاد للأكسدة)، إذ يُعتقد بأنّه قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي والذين لا يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، من خلال حماية الكبد من الضرر الذي يسببه الالتهاب، ولكن يلزم إجراء المزيد من البحوث.
- أدوية السكري مثل الميتفورمين (Metformin) والبيوجليتازون (Pioglitazone) وروزيجليتازون (Rosiglitazone).
- أدوية الكوليسترول أو الدهون الثلاثية.
- أدوية خفض ضغط الدم.
زراعة كبد
تكون خيارًا فقط في حالة تليف الكبد الحاد وتوقف الكبد عن العمل بشكل تام، وقد يكون من الممكن إجراء عملية زرع باستخدام جزء من الكبد تمت إزالته من متبرع، ونظرًا لأن الكبد يمكن أن يتجدد، فإن كل من القسم المزروع والقسم المتبقي من كبد المتبرع قادران على إعادة النمو إلى الحجم الطبيعي.
هل يُمكن علاج دهون الكبد بشكل تام؟
أجل، حيثُ يمتلك الكبد قدرة مذهلة على تجديد وإصلاح نفسه خاصًة عند الالتزام بتعليمات الطبيب وإجراء تغييرات نمط الحياة، فمن الممكن تقليل دهون الكبد والالتهابات أو حتى التخلص من الأضرار التي أصابت الكبد نتيجة الدهون.
هل دهون الكبد خطيرة؟
لا تسبب المراحل المبكرة من دهون الكبد أي ضرر، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى تلف خطير في الكبد مثل تليف الكبد إذا زادت بشكل كبير وساءت حالتها وتُركت دون علاج، ويرتبط وجود مستويات عالية من الدهون في الكبد أيضًا بزيادة خطر الإصابة بمشاكل مثل السكري والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ما هي احتمالية حدوث تليف في الكبد نتيجة دهون الكبد؟
لا يمكن تأكيد خطر الإصابة بتليف الكبد لأنه يختلف حسب الحالة، ولكن من المعروف أن 25-30% من سكان العالم لديهم دهون في الكبد، ولكن حوالي 20% فقط منهم معرَّضون لتقدم المرض وحدوث الالتهاب، ومن هذه النسبة يمكن أن يحدث تليف لـ 15-20% منهم فقط.
في النهاية يوضح الدكتور محمد الكسواني أنّه من المهم الحفاظ على صحة الكبد وتجنب ما قد يؤذيه، واتباع إرشادات الطبيب، وفي حالة ظهور أعراض لا تتردد في زيارة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة.
___________________________________________________
المراجع
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15831-fatty-liver-disease
- https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/nonalcoholic-fatty-liver-disease
- https://www.health.harvard.edu/blog/fatty-liver-disease-what-it-is-and-what-to-do-about-it-2019011015746
- https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/liver-fatty-liver-disease
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/nonalcoholic-fatty-liver-disease/diagnosis-treatment/drc-20354573
- https://www.nhs.uk/conditions/non-alcoholic-fatty-liver-disease/
- https://www.nhsinform.scot/illnesses-and-conditions/stomach-liver-and-gastrointestinal-tract/non-alcoholic-fatty-liver-disease-nafld
- https://www.clinicbarcelona.org/en/assistance/diseases/fatty-liver-disease/frequently-asked-questions
- https://www.webmd.com/hepatitis/fatty-liver-disease#1-8