الشق الشرجي، هو تمزق أو شق صغير يحدُث في الغشاء الذي يُبطن نهاية فتحة الشرج، حيث يُصاب المريض بتشنجات في العضلات التي توجد فيها، مع ألم ونزيف أثناء الإخراج.
تختلف شدة الإصابة في كل حالة، حيث من الممكن أن تتحسن الشقوق الشرجية عبر الحصول على نظام غذائي متخصص، أما في الحالات الأشد، قد تستدعي الحاجة العلاج بالأدوية، أو الجراحة أحيانًا، تبعًا للتشخيص وتتبع الحالة.
أنواع الإصابة بالشق الشرجي
تظهر الشقوق الشرجية بشكل مختلف اعتمادًا على ما إذا كانت حديثة أو قديمة، وتشمل ما يأتي:
- الشقوق الحادة (تنتُج عن إصابة حديثة): وهي عبارة عن شقوق حمراء صغيرة، ويُمكن علاجها بسهولة في غضون 6 أسابيع.
- الشقوق المزمنة (تنتُج عن إصابة أكثر من 3 أسابيع): وهي شقوق أكثر عُمقًا، وقد تنطوي على نمو كتل جلدية مؤلمة في نهاية فتحة الشرج، وعلاجها الأفضل هو عملية جراحية بمختلف أشكالها.
أسباب حدوث الشق الشرجي
يوجد بعض الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بالشق الشرجي، وتشمل الأسباب الشائعة للشق الشرجي ما يلي:
- الإمساك وصعوبة الإخراج.
- الاعتماد على نظام غذائي منخفض الألياف.
- الإسهال طويل الأمد، أو الخضوع للجراحات الحديثة المتبعة لتخفيض الوزن، لأنها تؤدي إلى الإسهال المتكرر بسبب تغير النظام الغذائي.
- الولادة الطبيعية.
- الإصابات المباشرة في فتحة الشرج نتيجة حدوث بعض الحوادث.
- الإصابة بالتهابات في فتحة الشرج وقد يحدث ذلك نتيجةً لعدّة أسباب مثل:
- الإصابة بأمراض التهابات الأمعاء المزمنه كمرض كرونز أو مرض التهاب القولون التقرحي.
- الخضوع لجراحة أو علاج طبي يُؤثر على حركة الأمعاء أو فتحة الشرج.
- الجماع الشرجي.
- عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، مثل الزهري أو الهربس، والتي يُمكن أن تصيب القناة الشرجية وتتلفها.
أعراض الإصابة بالشق الشرجي
- ألم أثناء الإخراج.
- ألم مستمر بعد الانتهاء من الإخراج يستمر لعدة دقائق أو ساعات.
- تمزق ظاهر ومرئي في فتحة الشرج.
- نزيف واضح في فتحة الشرج يظهر أثناء أو بعد الإخراج.
- كتلة جلدية ظاهرة بالقرب من الشق الشرجي.
كيفية علاج الشق الشرجي طبيًا
يمكن أن يؤدي اعتماد بعض الإجراءات اليومية البسيطة إلى تسهيل عملية الإخراج، للسماح للشق بالالتئام، وشفاؤه، ومنع تكراره.
لكن لا غنى عن تقييم الطبيب المختص للحالة لتحديد خطة العلاج الأنسب فبعض الحالات قد تتطور وينجم عنها مضاعفات حرجة، وعلى العموم قد تتضمن خطة العلاج الآتي وذلك حسب الحالة.
بعض الحالات البسيطة:
في بعض الحالات، يتم علاج الشق الشرجي عبر العلاج المباشر للإمساك من خلال الالتزام بالآتي:
● أنظمة غذائية معينة يوصي بها الطبيب.
● إعطاء بعض الأدوية: مثل؛ المسكنات ومغاطس الماء الدافيء والكريمات الموسعة للشرج مثل؛ Nitrogycerin cream.
ويُمكن عبر ذلك الشفاء في مدة تستغرق 3-4 أسابيع فقط من الالتزام بالتعليمات الكاملة تزامنًا مع الأدوية المرافقة التي يصفُها الطبيب.
الحالات الأكثر تعقيدًا:
في الحالات الأخرى الأكثر تعقيدًا التي يُعاني فيها المريض من صعوبة واضحة في التئام الشق الشرجي، ولذلك عدة أسباب، من أهمها، الضغط الشديد على فتحة الشرج الذي يمنع تدفق الدم الطبيعي عبر الأوعية الدموية، بحيث يُؤدي بشكل مباشر إلى تأخير أو منع التئام الشق الشرجي بسهولة.
عند حدوث هذا التأخر بالالتئام، يتم علاج الحالة بعمليات مختلفة لعلاج الشق الشرجي سواء بالجراحة أو الليزر أو حقن البوتكس.
يجِب علاج الشق الشرجي بشكل متخصص، عبر مزج ومزامنة أنماط علاجية متعددة، ابتداءً من تعليمات الطبيب، وانتهاءً بالالتزام بالتعليمات اليومية المنزلية، وتشمل العلاجات الأخرى ما يأتي:
- الجراحة: وهي الخيار الأفضل والأضمن والأكثر فعاليةً لهذه الحالات؛ وتتميز العليمات الجراحية الخاصة بالشق الشرجي بكونها غير مؤلمة على الأغلب وسرعةة التعافي والتحسن بعدها سريعة، كما أنّ خروج المريض منها يكون في نفس يوم العملية.
- الأدوية: التي تُساعد على قد تعزز التروية الدموية، يصفها الطبيب على شكل وصفة طبية خاصة تبعًا لشدة الحالة.
- المراهم الموضعية: المسكنة للألم، يتمُّ وضعها مباشرةً على فتحة الشرج.
- تناول الملينات، والألياف: التي تكون على شكل مكملات غذائية.
- الالتزام بنظام غذائي خاص: غني بالألياف والسوائل، للمساعدة على تنظيم حركة الأمعاء وتقليل الإسهال والإمساك.
- المغاطس الدافئة لمدة 20 دقيقة يوميًا.
مضاعفات الشق الشرجي
يجِب التأكد من الحصول على العلاج المناسب، والتشخيص المناسب، في أسرع وقت ممكن لتجنب حدوث المضاعفات الشائعة التالية، والتي تشمل ما يأتي:
- تأخر التئام الشق الشرجي.
- الإصابة بدمل شرجي قد يتحول إلى ناسور مزمن.
- تضيّق في الشرج وصعوبة الإخراج مما يؤدي إلى زيادة الإمساك، مما يعني معاناة لا تنتهي من الإمساك وتكرار آلام الشق الشرجي.
- تجنب المصاب للأكل خوفًا من اضطراره لقضاء الحاجة، وتأجيلها مما يزيد من الإمساك.
- الخوف من إخراج البراز مما يزيد الإمساك.
متى يلتئم الشق الشرجي؟
عادة ما يلتئم الشق الشرجي في غضون أسابيع قليلة دون الحاجة إلى العلاج، لكن، قد يتكرر حدوثه إذا لم يتم علاج الإمساك، وفي بعض الأشخاص، تستمر أعراض الشق الشرجي لمدة 6 أسابيع أو أكثر، حينها يكون التشخيص هو الشق الشرجي المزمن، ويتطلب علاج بعملية جراحية أو ليزر.
الفرق في التشخيص بين الشق الشرجي والبواسير
- البواسير، هي أوردة شرجية منتفخة محتقنة بالدم، تقوم أحيانًا بنقل الدم بعيدًا عن فتحة الشرج، ويتم الإصابة بالبواسير بسبب زيادة الضغط داخل الحوض، بالشكل الذي يمنع تدفق الدم في الأوردة، مما يُؤدي إلى انتفاخها واحتقانها بالدم.
- الشق الشرجي، عبارة عن شق صغير في نهاية الشرج، لكن، تُسبب البواسير والشقوق الشرجية أعراض محسوسة متشابهة، بالشكل الذي يصعُب على المريض تفرقتها.
على الرغم من ذلك، يُمكنك التفريق بينهما عند النظر تحديدًا إلى وقت ظهور الأعراض، حيث يشعر المريض بالشق الشرجي بالألم فقط أثناء الإخراج وبعد الإخراج لمدة دقائق أو ساعات، على عكس البواسير، التي تكون على شكل تورمات في الشرج وقت الإخراج و تختفي بعده و قد تكون مصحوبة بالنزيف و الحكة أحيانًا ولا تكون مؤلمة إلا في حالة التجلط مما يؤدي الى آلام مؤقتة تمتد بضعة أيام و تختفي.
باختصار الألم في الباسور مؤقت ومستمر حتى بدون إخراج و لكن لفترة قصيرة أما الألم في الشق الشرجي فيكون متعلقا بالإخراج وبعد الإخراج كما أنّ فتراته طويلة.
المصادر:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/anal-fissure/symptoms-causes/syc-20351424
https://www.nhs.uk/conditions/anal-fissure/
https://lacolon.com/article/is-it-hemorrhoid-or-anal-fissure