عملية قص المعدة: كل ما تريد معرفته

 يقدم الدكتور محمد زايد الكسواني أخصائي أول جراحة عامة وجراحة المنظار وجراحة السمنة  في هذا المقال أهم المعلومات التي تتعلق بعملية قص المعدة.

عملية قص المعدة، أو ما يُعرف بتكميم المعدة، هي واحدة من القرارات الجراحية التي يتم اتخاذها بواسطة الطبيب، أو بوساطة الأشخاص الذين يُعانون من السمنة بهدف إنقاص الوزن، [1] يتمُّ إجراؤها عن طريق قص نسبة كبيرة من حجم المعدة جراحيًا لتقليل الشعور بالجوع، والتقليل من إفراز هرمونات الشهية.[3]

زاد عدد عمليات قص المعدة التي يتم إجراؤها في جميع أنحاء العالم كإجراء أساسي لعلاج السمنة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، نظرًا لبساطة الجراحة، ومعدل الإصابة المنخفض بالمضاعفات والمخاطر، والنتائج الجيدة على المدى القصير والمتوسط والطويل، فيما يتعلق بفقدان الوزن والتخلص من الأمراض المرتبطة بالسمنة والتي يبلٌإ عددها أكثر من 40 مرض منتشر.[4]

أسباب إجراء عملية قص المعدة

يتم إجراء عملية قص المعدة بشكل أساسي لأغراض إنقاص الوزن، بينما يلجأ البعض الآخر لإجراء عملية قص المعدة للحد من أو تخفيف خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالوزن الزائد، والتي تشمل ما يأتي:[1]

  • مؤشر كتلة الجسم المرتفع.
  • تقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة، كأمراض القلب والشرايين، والسكتات الدماغية، والسرطان، وارتفاع الكوليسترول في الدم، والعقم، وتوقف التنفس أثناء النوم، وأمراض الكبد الدهنية ، وآلام المفاصل.
  • الإصابة بأمراض ضغط الدم، أو مرض السكري بنوعيه الأول والثاني.

كيف يتم إجراء عملية قص المعدة؟

يتم إجراء هذه الجراحة بطريقتين:[1]

  • الطريقة التقليدية: تكون عبر فتح شقوق كبيرة في البطن، ليتم الوصول لأجزاء المعدة وقص الجزء المطلوب منها.
  • الجراحة بالمنظار: تتضمن إحداث شقوق صغيرة جدًا على عكس الطريقة التقليدية، بحيث يتم إدخال أدوات جراحية صغيرة الحجم عبر تلك الشقوق في الجزء العلوي من البطن، ثم يتم إخراج الجزء الذي تم استئصاله من البطن من خلال شق جراحي صغير.

يتم من خلال هذه العملية إزالة ما يُقارب 80% من المعدة، لتُصبح على شكل قناة معديَّة أنبوبية طويلة مبنية على طول المنحنى الصغير من المعدة، حيث يتم تدبيس المعدة رأسيًا وإزالة الجزء المنحني الأكبر منها، وعادةً ما تستغرق من  40 دقيقة إلى ساعة.[1]

الاستعداد لجراحة قص المعدة

يطلب الطبيب منك الاستعداد لجراحة قص المعدة على النحو التالي:[2]

  • خسارة بعض الوزن قبل العملية؛ إذا كان الوزن أكثر من 150 كغ إذ يُساعد ذلك على تصغير حجم الكبد، وجعل الجراحة أكثر أمانًا.
  • التوقف عن تناول الأدوية مثل الأسبرين والإيبوبروفين، وغيرها من الأدوية الأخرى المميعة للدم في الأيام القليلة التي تسبق الجراحة.
  • التوقف عن التدخين لعدة أشهر قبل إجراء الجراحة.

ما بعد عملية قص المعدة

للحصول على أفضل النتائج فيما يتعلق بعملية قص المعدة، وتقليل فرصة حدوث أي مخاطر أو مضاعفات، سيتوجب عليك قراءة المعلومات التالية بعناية والالتزام بها بعد إتمام الجراحة:

النظام الغذائي

يقوم الفريق الجراحي بإعطائك جدولاً يتضمن الوجبات التي يُمكنك تناولها خلال الأسابيع القادمة، حيث يتم الانتقال تدريجيًا من السوائل إلى الأطعمة المهروسة، إلى الأطعمة اللينة، انتهاءً بالطعام العادي.

قد يتم إحالتك للحصول على استشارة غذائية في بعض الحالات، وتكون التغيُّرات ، على النحو التالي:[1]

  • الأيام السبعة الأولى: يتم تناول السوائل الخالية من الكربون والسكر فقط.
  • الأسابيع الثلاث الأولى التي تليها: يتم تناول الشوربات الصافية وبعدها السوائل الثقيلة وبعدها الأطعمة المهروسة فقط.
  • بعد أربع أسابيع: سوف تتمكن من العودة لتناول الأطعمة العادية بالطريقة التي تُريدها.

المكملات الغذائية

قد يواجه الأشخاص الذين خضعوا لجراحة إنقاص الوزن صعوبة في الحصول على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن، وقلة في امتصاص الحديد لذلك، يطلب الطبيب منك تناول مجموعة من الفيتامينات، وعنصر الكالسيوم والحديد، بالإضافة لالتزامك بحقنة من فيتامين B12 مرة واحدة شهريًا مدى الحياة.[1][2]

الفحوصات المخبرية

ستحتاج إلى إجراء فحوصات دم منتظمة شهريًا في السنة التي تلي الجراحة، لمراقبة صحتك بعد 6 أشهر من جراحة، والتأكد من أنك لا تعاني من نقص الحديد في الدم (فقر الدم)، أو ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، أو انخفاض مستويات فيتامين D وعنصر الكالسيوم.[2]

ما هي نتائج عملية تكميم المعدة؟

من الممكن أن تفقد حوالي 60٪ أو أكثر من الوزن الذي ترغب في خسارته، في غضون عامين فقط، وبالإضافة إلى ذلك، سوف تُلاحظ التغيرات التالية:[2]

  • حدوث تغييرات إيجابية في هرمونات الأمعاء، والانخفاض الملحوظ في مستويات هرمون الجريلين الفاتح للشهية، مما يُؤدي إلى انخفاض الرغبة والشهية في تناول الطعام.[4]
  • تقليل عدد كبير من المشكلات الصحية المرتبطة بزيادة الوزن، مثل أمراض القلب، والسكري، وضغط الدم، وإلخ..
  • تحسُن واضح في نمط الحياة اليومية.
  • تحسُّن القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
  • نوم هاديء بدون نوبات انخناق وذلك بسبب التخلص من مشكلة الخانوق الليلي؛ ممّا يزيد من النشاط الصباحي.
  • زيادة الثقة بالنفس بسبب نزول الوزن؛ ممّا يترك أثرًا إيجابيًا على المريض.
  • تحسين الخصوبة وزيادة فرص الحمل والإنجاب.

مخاطر ومضاعفات عملية قص المعدة

قد تشمل المضاعفات حدوث بعض الآثار الجانبية الشائعة لأي عملية جراحية، مثل النزيف، والعدوى، والجلطات الدموية في الساقين.[2]

ومن المخاطر والمضاعفات الأخرى ذات العلاقة بعملية قص المعدة تحديدًا ما يلي:

  • مشاكل في التنفس بسبب التخدير.
  • مشاكل في امتصاص العناصر الغذائية.
  • الإصابة بتضيُّق في حجم المعدة.
  • الإصابة المتكررة بحرقة المعدة والارتداد المريئي.

إذا كنت تُعاني من الارتداد المريئي قبل الجراحة، فإن إجراء عملية قص المعدة قد يزيد من حالتك سوءًا، وفي هذه الحالة، يلجأ الطبيب لإجراء جراحة أخرى بديلة شبيهة بالنتائج وتُسمى جراحة تحويل المسار. [2]

ويُمكن أن يتسبب تناول كميات كبيرة من الطعام بعد عملية قص المعدة إلى التسبب بالتقيؤ مع حدوث آلام شديدة في المعدة، لذلك، تأكد من تقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة، وتناول الطعام ببطء، وقم بمضغه جيدًا تجنُّبا لحدوث ذلك.[2]

قد تطرأ العديد من التغيُّرات حين يتفاعل الجسم مع فقدان الوزن السريع، والتي تشمل الحالات التالية:[1]

  • آلام الجسم والتعب.
  • الشعور بالبرد.
  • جفاف الجلد.
  • ضعف وتساقط الشعر.
  • تغيُّرات في الحالة المزاجية.

نسبة نجاح عملية قص المعدة

تم حساب النسبة المئوية لفقدان الوزن الزائد (٪ EWL) والنسبة المئوية لفقدان مؤشر كتلة الجسم   (%EBMI)، وأثبتت الدراسات السريرية أنَّ نسبة نجاح عملية قص المعدة تكون كالتالي كما هو موضح بالنقاط التالية:[4]

  • ●      96.1٪ في العام الأول.
  • ●      95.1٪ بعد عامين.
  • ●      89.5٪ بعد 3 سنوات.
  • ●      82.1٪ بعد 4 سنوات.
  • ●      73.0٪ بعد 5 سنوات.

أسباب فشل عملية قص المعدة في إنقاص الوزن؟

قد تفشل في فقدان الوزن المطلوب بعد إجراء عملية قص المعدة، والسبب الأساسي في حدوث ذلك، هو عدم التزامك بالتعليمات الطبية الموصى بها المتعلقة بنمط حياتك الجديد ما بعد عملية قص المعدة.[1]

للمساعدة في تجنب حدوث ذلك، يجب اتباع نصائح الطبيب المتعلقة بإجراء تغييرات صحية دائمة في النظام الغذائي، وممارسة الأنشطة البدنية، والتمارين الرياضية بانتظام، وتجنُّب تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية جدًا.[1]

لا يُنصح بإجراء جراحة إنقاص الوزن للأشخاص الذين يتناولون بعض أنواع الأدوية، أو الكحول، أو غير القادرين على الالتزام بتغيير نظامهم الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام مدى الحياة.[2]


المصادر:

  1. https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/sleeve-gastrectomy/about/pac-20385183#:~:text=In%20a%20sleeve%20gastrectomy%2C%20part,lessen%20your%20desire%20to%20eat.
  2. https://www.hopkinsmedicine.org/health/treatment-tests-and-therapies/gastric-sleeve-surgery
  3. https://www.pennmedicine.org/for-patients-and-visitors/find-a-program-or-service/bariatric-surgery/procedures/sleeve-gastrectomy
  4. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5406732/
Tags: No tags

Comments are closed.